هؤلاء مقربون لا يستطيعون نصر انفسهم ... ولا نفعا .. فضلا عن نفع غيرهم وما اقرب حال من يعظمونهم
ويخافونهم من صنم عندهم ... وهو لا يضر ولا ينفع ...
فقد ذكر موسى بن عقبة :
لما تمكن الاسلام في الناس بدأت القبائل ترسل وفودها لتعلن اسلامها بين يدي النبي _ صلى الله عليه وسلم _
فأقبل بضعة عشر رجلا من قبيلة ثقيف الى النبي – صلى الله عليه وسلم – فأنزلهم المسجد ليسمعوا القران
فلما ارادوا اعلان اسلامهم ... نظر بعضهم الى بعض فتذكروا صنمهم الذي يعبدون وكانوا يسمونه الربة
فسألوا النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الربا والزنا والخمر ... فحرم عليهم ذلك كله فأطاعوا .....
ثم سألوه عن الربة .... ما هو صانع بها ؟؟ قال : اهدمـوها . قالوا : هيهات !! لو تعلم الربة انك تريد ان تهدمها
قتلت اهلها ... ومن حولها .... فقال عمر – رضي الله عنه _ : ويحكم ما اجهلكم !!! انما الربة حجر .. قالوا :
انا لم نأتك يا ابن الخطاب ... ثم قالوا يا رسول الله تول انت هدمها اما نحن فانا لن نهدمها ابدا فقال : - صلى الله عليه وسلم - سأبعث اليكم من يكفيكم هدمها فاستأذنوه ان يرجعوا الى قومهم .
فدعوا قومهم الى الاسلام فأسلموا ومكثوا اياما وفي قلوبهم وجل من الصنم .... فقدم عليهم خالد بن الوليد
والمغيرة بن شعبه في نفر من الصحابة ... فأقبلوا الى الصنم وقد اجتمع الرجال والنساء والصبيان ... وهم
يرتجفون .. وقد ايقنوا انها لن تهدم وسوف تقتل من يمسها فأقبل عليها المغيرة بن شعبه فأخذ الفأس وقال لاصحابه: والله لاضحكنكم من ثقيف .... فضربها بالفأس ثم سقط يرفس برجله فصاح الناس وظنوا ان الصنم
قتله ثم قالوا لخالد بن الوليد ومن معه : من شاء منكم فليقترب ....
فلما رأى المغيرة فرحتهم بنصرة صنمهم قام فقال : والله يا معشر ثقيف انما هي لكاع حجارة ومدر ..
فأقبلوا عافية الله واعبدوه ثم ضربها فكسرها ... ثم علا الصحابة فوقها فهدموها حجرا حجرا
واليوم جميع هذه الاضرحة والقبور ... لو جاءها موحد فهدمها على رؤوس اصحابها لما استطاعت
الانتقام لنفسها .