خادمة دين ربي المديـــــــــــــــــــــــــــــــر العام
عدد المساهمات : 1672 نقاط : 58809 تاريخ التسجيل : 01/08/2009 العمر : 29 الموقع : قوقل
| موضوع: كيف يصوم القلب ....... الأربعاء أغسطس 18, 2010 3:41 pm | |
| السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اختاه لا تفسيدى رمضانك......... [center]كيف يصوم القلب ؟ الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد. يقول الله تبارك وتعالى ﴿وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾(التغابن: من الآية11) وهداية القلب أساس كل هداية ومبدأ كل توفيق وأصل كل عمر ورأس كل فعل. صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب "([1]) فصلاح قلبك سعادتك في الدنيا والآخرة ، وفساده هلاك محقق لا يعلم مداه إلا الله عز وجل .يقول الله عز وجل : ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾(قّ:37) ولكل مخلوق قلب . ولكنهما قلبان ، قلب حي نابض بالنور مشرق بالإيمان ممتلئ باليقين عامر بالتقوى ، وقلب ميت مندثر سقيم فيه كل خراب ودمار . يقول سبحانه وتعالى عن قلوب المعرضين اللاهين ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً﴾ (البقرة: من الآية10) وقال تعالى ﴿وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ ﴾(البقرة:88) وقال سبحانه ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾(محمد:24) وقال عنهم ﴿وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ ﴾(فصلت: من الآية5) فالقلوب تمرض ويطبع عليها ، وتقفل وتموت. إن قلوب أعداء الله عز وجل معهم في صدورهم ، ولكن لهم قلوب لا يفقهون بها ، لذلك كان يقول عليه الصلاة والسلام كما صح عنه "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"([2]) . قلب المؤمن يصوم في رمضان وغيره وصيام القلب يكون تفريغه من المادة الفاسدة من شركيات مهلكة ، من اعتقاد باطل ، ومن وساوس سيئة، ومن نوايا خبيثة ، ومن خطرات موحشة. قلب المؤمن عامر بحب الله ، يعرف ربه بأسمائه وصفاته ، كما وصف الله سبحانه وتعالى لنفسه ، فهذا القلب يطالع بعين البصيرة سطور الأسماء والصفات ، وصفحات صنع الله في الكائنات ، ودفاتر إبداع الله في المخلوقات . وكتاب الفضاء اقرأ فيه صورا ما قرأتها في كتابي قلب المؤمن فيه نور وهاج لا تبقي معه ظلمة ، نور الرسالة الخالدة ، والتعاليم السماوية ، والتشريع الرباني ، يضاف هذا إلى نور الفطرة التي فطر الله عليها العبد ، فيجتمع نوران عظيمان ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾(النور: من الآية35) قلب المؤمن يزهر كالمصباح ، ويضئ كالشمس ، ويلمع كالفجر ، يزداد قلب المؤمن من سماع الآيات إيمانا ، ومن التفكر يقينا ، ومن الاعتبار هداية. قلب المؤمن يصوم عن الكبر لأنه يفطر القلب ، فلا يسكن الكبر قلب المؤمن لأنه الحرام ، والكبر خيمته ورواقه ، ومنزله في القلب ، فإذا سكن الكبر في القلب أصبح صاحب هذا القلب مريضا سفيها ، وسقيما أحمق ، ومعتوها لعابا. يقول سبحانه كما في صحيح الحديث القدسي " الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، من نازعني فيهما عذبته"([3])وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " من تكبر على الله وضعه ، ومن تواضع لله رفعه"([4]). وقلب المؤمن يصوم عن العجب ، والعجب تصور الإنسان كمال نفسه ، وأنه أفضل من غيره ، وأن عنده من المحاسن ما ليس عند الآخرين ، وهذا هو الهلاك بعينه . صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "ثلاث مهلكات: إعجاب المرء بنفسه، وشح مطاع وهوى متبع" ([5]) ودواء هذا العجب النظر إلى عيب النفس ، وكثرة التقصير ، وآلاف السيئات والخطايا ([1])رواه البخاري ومسلم . ([2])رواه الترمذي ([3])رواه أحمد وغيره وهو عند مسلم بلفظ آخر . ([4])رواه أحمد وابن ماجة وابن حبان وهو ضعيف لأنه من رواية دارج عن أبي الهيثم . وصح قوله : (( من تواضع لله رفعه )) . انظر السلسلة الصحيحة رقم 2328 . ([5])رواه البزار والعقيلي وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم والسياق له وأبو مسلم الكاتب في الأمالي وأبو نعيم في الحلية والهروي في ذم الكلام وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة . [/center] | |
|