بسم الله والحمد لله خالقنا وهو رءوف رحيم بنا فقال " هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }الأحزاب43
واشهد أن لا اله إلا الله بعث لنا رسولا منا . واشهد أن محمدا عبد الله ورسوله , اختاره الله لنا وانتقاه رءوف ورحيم بنا فقال " لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رءوف رَّحِيمٌ } التوبة128.. من هنا أخوتي ومن تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين نجد أن النبي عليه السلام كان رحيما ورءوفا بالمؤمنين , يدلهم على الأفضل من الأعمال , ويدلهم على وجوه الخير والإحسان , دون أن يرهقوا أنفسهم , ودون أن يفرطوا في حقوق الآخرين . وتعالوا بنا لنتأمل هذه القصة التي رواها الإمام البخاري في صحيحة بين سلمان الفارسي وأبي الدر داء رضي الله عنهما وعن جميع المسلمين .. والقصة كما رواها الإمام البخاري " لقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان الفارسي , وأبي الدر داء رضي الله عنهما , فزار سلمان أبا الدرداء , فرأى أم الدرداء مبتذلة " أي تلبس ملابس رثة لا تليق بالنساء " فقال لها ما شأنك ؟؟ " أي لماذا أنت بهذه الحالة " ؟ قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا " أي انه طلق الدنيا وزهد فيها . فلمن البس وأتجمل ؟ فجاء أبو الدرداء وكان غائبا , ففرح بمقدم أخيه سلمان , فصنع له طعاما , وقدمه إليه فقال له : كل فاني صائم !! فقال له سلمان : والله ما إن بآكل حتى تأكل معي , فأكل أبو الدرداء " أي افطر بعدما كان صائما " فلما كان الليل وأتى المساء , ذهب أبو الدرداء ليقوم إلى الصلاة , فقال له سلمان : نم الآن , فنام , ثم ذهب يقوم , فقال له نم الآن , فلما كان آخر الليل " أي الثلث الأخير من الليل " قال له سلمان : قم الآن , فقام فصليا ما قدر لهما , فقال له سلمان : " إن لربك عليك حقا , ولنفسك عليك حقا , ولأهلك عليك حقا , فأعط لكل ذي حق حقه ! " !! فلما كان الصباح , أتى أبو الدرداء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , يشكو إليه سلمان , واخبره بما فعل به , وبما قال له , فقال له النبي عليه السلام : صدق سلمان " إخوتي هذا الحديث ورد في صحيح البخاري في باب الصوم رقم 1968 وجاء بعدة روايات , أما هنا فقد كتبنا الحديث بمعناه . إخوتي هذا هو الهدي النبوي الشريف في الرأفة والرحمة " فما بالنا نشدد على أنفسنا حتى إذا ما سرنا خطوات قليلة عجزنا عما كنا نفعل !؟ أليس الأفضل أن نفعل عملا نستطيع المداومة عليه وعلى الدوام !!؟؟؟ والسلام